السبت، ٧ آب ٢٠١٠

لا أحد منا يختلف على أن حصولنا على الشيء أفضل من حرماننا إياه ، إذ أن الحرمان بحد ذاته يترك بداخلنا عقداً نفسية كثيرة .
هل خطر ببالكم يوما أن الحرمان أقدر على تهذيب النفس أكثر من التمتع بالأشياء التي نريدها ؟؟
ثمة فرق بين أن يُفرض عليك الحرمان من الخارج وبين أن تفرضه أنت على نفسك ، هذا الأخير يُخوِّل لك مناعة قوية وسلاما داخليا .
أن تهفو نفسك إلى غرض ما ومع ذلك تكبح جماحها عن قناعة تامة ، هذا يُربِّي فيك سمات الصلابة والرجولة ، أمَّا أن تركض نحوه دون أن يكون عندك أبسط أبجديات الردع والمقاومة ، فهذا من شأنه أن يلقيك في متاهات الميوعة والتخنث ، وعصرنا الآني لا يطيق الحرمان ، فهو يلهث بشكل هستيري دؤوب خلف شتَّى الملذَّات التي يخلقها دهاء المال ، وهيملذات تُخدِّر الوعي وتلوِّث الفكر فتصرفه عن المعنى إلى اللامعنى..!

الأشد غرابة ، أننا نحيا في زمن يكره الحرمان وبالرغم من ذلك ، يبتلي شطراً كبيراً من بنيه به ، فلا يكترث بملايين المعوزين ، الحفاة ، العراة ، والمشردين في الأرض فكأنهم ليسوا منه بخلٍّ أو بخمر ، وإن تلطَّف بهم من حين لآخر ، فسيكون تلطف الرجل الأرستقراطي إلى بثور وثآليل في قدمه أو غبار على حذائه .

اعتيادات الوقت .








كل شيء على هذه البسيطة مرتبط بالوقت ، يعيش ويُنسى بالوقت ، وينتهي مع الوقت
بدءاً من صرخة طفل يُضربُ على مؤخرته بأحد المستشفيات الحكومية أو الخاصة لا فرق ، ينال أوسمةً من التهاليل والزغاريد ، وبعض الدعاوى من الأهل والمعارف بدوام الصحة والعافية والعمر المديد ، فيما تبحث له الأم عن اسم يليق من دفتر الأبجدية .
عادة ما يكون الإسم طويلا يؤرخ لحقب متفاوتة للجد فـ الأب ثم المولود في آن معاً ، ومع الوقت يذهبُ قسم منه أدراج الرياح بالتقادم ، وكلما زاد عمره تقلَّص اسمه ، وربما لن يجدوا ما يُنادونه به عندما يموت ، ويُكتبُ على قبره " مات وهو بلا اسم !"





;;