السبت، ٢٦ حزيران ٢٠١٠




- عندما يستبد بنا الألم من شيء أو شخص ما ، تُحاصرنا فكرة الهروب إلى أي مكان ، إلى الجبال والقفار أو حتى إلى جزيرة لم تطأها نعال بشريٍّ يوماً ، لكن أينما نهرب نحمل معنا آلالامنا ، لا نستطيع الهرب من الإطار الذي حدَّدته لنا الحياة ، إننا نرزح تحت وطأة ديْنٍ ثقيل...




ما ثمن العيش ؟





إذا لم يعرف المرء معنى العيش ، هل يعتبر حيّاً ؟؟ 
بعضهم يريد الحياة وهو عالم بشؤونها ، وآخرون يريدونها ليعيشوا على حساب الذين يعرفونها ، يمنحون لذواتهم حقوق الآخرين، ويحسبون الحياة لعبة وسباقاً وهم أمهر اللاعبين وخير العدَّائين ، يلتذُّون بما يأخذونه دون أن يبذلوا مجهوداً يُذكر في سبيله ، ولا يُفكرون البتَّة أنهم سيجدون أنفسهم ذات يومٍ عرايا ، لا شيء يسترُ سوءتهم ولا حتَّى مئزر من ورق التين...
مأساة الإنسان أنه يحاول اغتصاب المعرفة اغتصاباً ، بلا ضريبة يدفعها بالمُقابل ، وليتسنى له تذوق حلاوتها ، يجب أن يمرَّ أولا بالمعرفة الكاذبة التي يُهيِّئها له غروره ويعرف بالغ مرارتها ، ويعي رحابة المتناقضات التي تُطوِّقه ، وبالتجربة يهتدي إلى الإدراك بأن كل فردٍ بهذا الكون لا يستطيع أن ينوب عن غيره حتى لو كان أمَّه وأباه وسائر المقرَّبين منه ، ولا بمقدوره أن يهبهم ما قدَّمت يداه أو يتبرَّع بأيامه لهم .
إن الزمن كما الماء ، يتدفق ويجف ، ومعشر البشر يسيرون في خطٍّ ما بين الجبل والمنحدر ، متى وجدوا لهم نبعاً استقروا وهتفوا :
- الماء ، الماء...وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي ، ويتجاوزوا ذلك إلى التساؤل :
هل بوسعنا العيش في بحبوحة ؟
لتأتِ إجابة الأرض :
كلاَّ ستعيشون حسب بحبوحة الماء !..

السبت، ١٩ حزيران ٢٠١٠

صباح لا يحبل به !





حسنا ، سأتسلَّلُ إلى الجهة الأخرى حيث لا يبقى النبات فترة طويلة كما الجثث في عمق الأرض ، يعصره الضغط فيتحوَّل إلى عفن ، لا عليك قبل ذلك سأدسُّ في يدك صوتك الذي كان يُدغدغ كل خليّةٍ بداخلي ، ويشعل مدائن من الفرح ، تُعلنُ أني مُقبلة على جنائن ورد وسحاب هتان لا يتوانى عن دفق المطر وحشر قصاصات الهوى بين الكتب المعتَّقة بحكايا الصَّباح ، المُشبعة برائحة القهوة ، والمتخمة بقوافل الأنغام الفيروزية التي تصدح من الراديو ، حيث يتَّكىء مرفقك على الجدار ،
يتصيَّدُ رفاهية اللون ، بينما تحوم عيناك حول أصيص الأزهار على الطاولة كـ زِينةٍ ترتجلُ أناقتها .



;;